بقلم: رياض الحبيّب
الأربعاء 02 أبريل 2009
الرِّدَّة- رَدّاً على البُرْدَة
مِن سارةِ القيس قولُ الحقّ مأمولُ --- لا مِن سُعادَ وسَيفُ الرّعْب مسلولُ 1
قالت لكي تسمعَ الدّنيا مقالتها: --- دينٌ من الجنّ مخلوطٌ ومجبولُ
قد روّع الناس يُعميهمْ ويسلبهمْ --- حقّ التحرّر هذا الدِّينُ مشلولُ
ثوروا عليه لأنّ النورَ يغمرُكمْ --- فالمستنيرون ما هانوا ولا نيلوا
هذا أوانُ اٌنتصار الفكر مزدهِراً --- تحوّلَ الفكرُ ما للسيف تخويلُ
فلا بداوة تطغى وهي ناحلة --- ولا تمدّن يرقى وهو منحولُ
نُبّئتُ أنّ فلولَ الغزو قابضة --- على الرّقاب ودين الغزو مفعولُ
يا وَيلتي وا إلهي أنت معتصَمِي --- أنت المُخلِّصُ إذ إبليسُ مخذولُ
***
لبّيكِ يا سارتا فاليومَ قبلَ غدٍ --- مهما هَمَى الدّمعُ فلْتُطوَ المناديلُ
هذا زمانُ تشظّي النور في أفُقٍ --- لهُ الفضاءُ سفيرٌ والمراسيلُ
تكسّرَ القيدُ فالأغلالُ زائلة --- وقدْ تبرّأ من أعوامِهِ الفيلُ
حيثُ المقالات تترى والقصائدُ في --- عصر الخلافة تبويقٌ وتطبيلُ
بانت أكاذيبُ دِينٍ مِلؤهُ سَجَعٌ --- مُشَبّعٌ بحديث الإنس مصقولُ
دين تخبّط بين المفردات فما --- جدوى البلاغة حيث السّمّ معسولُ
وحْيٌ سرى بين أفخاذٍ وأقمِصةٍ --- قيلَ: الملاك فشاعَ القالُ والقيلُ
ختمُ النبوّة هَدْيٌ يُسْتدَلّ بهِ --- على النبيّين لا وَشمٌ وثؤلولُ
إنّ الذي اٌنكشفت عن سقف دعوتهِ --- مخابئٌ ونذيرُ الشؤم تنزيلُ
لمْ يُقنع الناسَ إلاّ سُذجاً فسعى --- بهِمْ ومَسعاهُ ترهيبٌ وتنكيلُ
جماعة ليس همّ الدِّين يشغلهمْ --- لكنْ رسولٌ من الشيطان مقبولُ
إلى الدّماء عَطاشى إذ هوايتهمْ --- صَيْدٌ وغزوٌ وتسليبٌ وتقتيلُ
جابوا الديارَ ذئاباً ليس يمنعهمْ --- سوادُ ليلٍ ولا عَرضٌ ولا طولُ
عبرَ البحار أغارت غيرَ آبهةٍ --- بمَحْرَمٍ فمضت تغزو أساطيلُ
تأوي الشياطين في الأرض التي اٌغتصبتْ --- يقودُها سيّدٌ مستكلبٌ غولُ
لا يسلمُ الحُرّ من تكذيب دعوتِهِ --- إلاّ قضى وصدى التكبير تهليلُ
غدراً فإمّا بسيفٍ أو بقنبلةٍ --- تُرمى ومِن بيتِهِ تُسبى مثاكيلُ
***
قالت لكي تسمعَ الدّنيا مقالتها: --- دينٌ من الجنّ مخلوطٌ ومجبولُ
قد روّع الناس يُعميهمْ ويسلبهمْ --- حقّ التحرّر هذا الدِّينُ مشلولُ
ثوروا عليه لأنّ النورَ يغمرُكمْ --- فالمستنيرون ما هانوا ولا نيلوا
هذا أوانُ اٌنتصار الفكر مزدهِراً --- تحوّلَ الفكرُ ما للسيف تخويلُ
فلا بداوة تطغى وهي ناحلة --- ولا تمدّن يرقى وهو منحولُ
نُبّئتُ أنّ فلولَ الغزو قابضة --- على الرّقاب ودين الغزو مفعولُ
يا وَيلتي وا إلهي أنت معتصَمِي --- أنت المُخلِّصُ إذ إبليسُ مخذولُ
***
لبّيكِ يا سارتا فاليومَ قبلَ غدٍ --- مهما هَمَى الدّمعُ فلْتُطوَ المناديلُ
هذا زمانُ تشظّي النور في أفُقٍ --- لهُ الفضاءُ سفيرٌ والمراسيلُ
تكسّرَ القيدُ فالأغلالُ زائلة --- وقدْ تبرّأ من أعوامِهِ الفيلُ
حيثُ المقالات تترى والقصائدُ في --- عصر الخلافة تبويقٌ وتطبيلُ
بانت أكاذيبُ دِينٍ مِلؤهُ سَجَعٌ --- مُشَبّعٌ بحديث الإنس مصقولُ
دين تخبّط بين المفردات فما --- جدوى البلاغة حيث السّمّ معسولُ
وحْيٌ سرى بين أفخاذٍ وأقمِصةٍ --- قيلَ: الملاك فشاعَ القالُ والقيلُ
ختمُ النبوّة هَدْيٌ يُسْتدَلّ بهِ --- على النبيّين لا وَشمٌ وثؤلولُ
إنّ الذي اٌنكشفت عن سقف دعوتهِ --- مخابئٌ ونذيرُ الشؤم تنزيلُ
لمْ يُقنع الناسَ إلاّ سُذجاً فسعى --- بهِمْ ومَسعاهُ ترهيبٌ وتنكيلُ
جماعة ليس همّ الدِّين يشغلهمْ --- لكنْ رسولٌ من الشيطان مقبولُ
إلى الدّماء عَطاشى إذ هوايتهمْ --- صَيْدٌ وغزوٌ وتسليبٌ وتقتيلُ
جابوا الديارَ ذئاباً ليس يمنعهمْ --- سوادُ ليلٍ ولا عَرضٌ ولا طولُ
عبرَ البحار أغارت غيرَ آبهةٍ --- بمَحْرَمٍ فمضت تغزو أساطيلُ
تأوي الشياطين في الأرض التي اٌغتصبتْ --- يقودُها سيّدٌ مستكلبٌ غولُ
لا يسلمُ الحُرّ من تكذيب دعوتِهِ --- إلاّ قضى وصدى التكبير تهليلُ
غدراً فإمّا بسيفٍ أو بقنبلةٍ --- تُرمى ومِن بيتِهِ تُسبى مثاكيلُ
***
ما بُردَة أهدِيَت بلْ خِرْقة بَلِيَت --- قصيدة ألقِيت منها أباطيلُ
قد ناءَ كعْبُ بها نظماً وترضية --- خوفاً وكمْ مِن فمٍ ذاعتْ أقاويلُ
على مسامع قرصانٍ عباءتهُ --- مِن النبال تضاهيها غرابيلُ
إذا الحريرُ وأصناف الغنائم في --- أيدي غزاةٍ ولحْمُ الإنس مأكولُ
ما كان في يدِ كعْبٍ غيرُ قافيةٍ --- تصدّ عنه البلايا وهْو مَغلولُ
قد فرّ مِن أهلهِ ينوي مؤازرة --- مِن الديار وحَبلُ الغدر مفتولُ
فالويلُ يتبعهُ مِن كلّ ناحيةٍ --- صَوْبَ المشارق حيث العقلُ مغسولُ
ضحّى سِواهُ بروحٍ جدّ سامية --- عن الفرار كعِزّ الأهلِ ما عِيلوا
عزّ الملاذ على كعْب ومِحنتِهِ --- لو فرّ ما ضاق عند الله تسهيلُ
أتى "الرّسولَ" بإطراءٍ ومعذرةٍ --- فما يُضيرُ ذليلَ القوم تذليلُ
من الصّحَابة أضحى بعد بُرْدَتِهِ --- ما صُحبة بقِيَت والقلبُ مكبولُ
هلْ كان يعني مديحاً في قصائدِهِ --- فما لغير الإله الحيّ تبجيلُ
لكنّها قشّة لاذ الغريق بها --- عوناً فإلّا يلُذ لا بُدّ مقتولُ
ذي بُردة العار قد أزرت بلابسها --- فالثوبُ سترٌ وأمّا تلكَ برطيلُ
توارثتها خلافاتٌ وقدْ شُغِلت --- بها عثامينُ إذ رثّت سرابيلُ
***
قد ناءَ كعْبُ بها نظماً وترضية --- خوفاً وكمْ مِن فمٍ ذاعتْ أقاويلُ
على مسامع قرصانٍ عباءتهُ --- مِن النبال تضاهيها غرابيلُ
إذا الحريرُ وأصناف الغنائم في --- أيدي غزاةٍ ولحْمُ الإنس مأكولُ
ما كان في يدِ كعْبٍ غيرُ قافيةٍ --- تصدّ عنه البلايا وهْو مَغلولُ
قد فرّ مِن أهلهِ ينوي مؤازرة --- مِن الديار وحَبلُ الغدر مفتولُ
فالويلُ يتبعهُ مِن كلّ ناحيةٍ --- صَوْبَ المشارق حيث العقلُ مغسولُ
ضحّى سِواهُ بروحٍ جدّ سامية --- عن الفرار كعِزّ الأهلِ ما عِيلوا
عزّ الملاذ على كعْب ومِحنتِهِ --- لو فرّ ما ضاق عند الله تسهيلُ
أتى "الرّسولَ" بإطراءٍ ومعذرةٍ --- فما يُضيرُ ذليلَ القوم تذليلُ
من الصّحَابة أضحى بعد بُرْدَتِهِ --- ما صُحبة بقِيَت والقلبُ مكبولُ
هلْ كان يعني مديحاً في قصائدِهِ --- فما لغير الإله الحيّ تبجيلُ
لكنّها قشّة لاذ الغريق بها --- عوناً فإلّا يلُذ لا بُدّ مقتولُ
ذي بُردة العار قد أزرت بلابسها --- فالثوبُ سترٌ وأمّا تلكَ برطيلُ
توارثتها خلافاتٌ وقدْ شُغِلت --- بها عثامينُ إذ رثّت سرابيلُ
***
ضاعت سُعادُ وما ضاعت قصائدُها --- إنّ التشبّبَ باقٍ سطرُهُ ميلُ
رأيت فيها رؤى شتّى وقافية --- حتّى تجدّدَ موّالٌ وترتيلُ
ذي سارةُ القيس عندي اليومَ فاتنة --- قلبي وعقلي ووحْي الحُبِّ إنجيلُ
لقد تعمّدتُ بالإنجيل مختبـِراً --- سرّ الحياة وبعضُ السّرّ مجهولُ
مَن شاءَ فليأتِ لا خوفاً ولا هلعاً --- إنّ المحبّة في الإنجيل إكليلُ
هو الطريق إلى مَجْدٍ ومَفخرةٍ --- لا سيفَ يُكرِهُ لا مُرتدَّ مَعزولُ
ما لي أخبّئُ حبّاً سارياً بدمي --- ويعتري حبَّ ربّ المجد تبديلُ 2
لقد تعمّدتُ بالإنجيل مختبـِراً --- سرّ الحياة وبعضُ السّرّ مجهولُ
مَن شاءَ فليأتِ لا خوفاً ولا هلعاً --- إنّ المحبّة في الإنجيل إكليلُ
هو الطريق إلى مَجْدٍ ومَفخرةٍ --- لا سيفَ يُكرِهُ لا مُرتدَّ مَعزولُ
ما لي أخبّئُ حبّاً سارياً بدمي --- ويعتري حبَّ ربّ المجد تبديلُ 2
كفى ضلالاً وتعتيماً فتبرئة --- لظالم الخَلْق والتنزيلُ تضليلُ
لقد تمادى بغيٍّ فاٌكتوى بأذىً --- كلّ الشعوب وقال: اللهُ مَـسؤولُ
لا يقبلُ الله أن تفنى خليقتهُ --- بالرّعب حاشا فما للشرْع تعديلُ
قد أكملَ الشّرعَ قدّوسٌ رسالتُهُ --- حُبٌّ وسِلمٌ ومعروفٌ وتنويلُ
أمّا الأحبّة فالإيثارُ بينهُمُ --- لا جيلَ يُنكِرُ ما أبقى لهُ جيلُ 3
لقد تمادى بغيٍّ فاٌكتوى بأذىً --- كلّ الشعوب وقال: اللهُ مَـسؤولُ
لا يقبلُ الله أن تفنى خليقتهُ --- بالرّعب حاشا فما للشرْع تعديلُ
قد أكملَ الشّرعَ قدّوسٌ رسالتُهُ --- حُبٌّ وسِلمٌ ومعروفٌ وتنويلُ
أمّا الأحبّة فالإيثارُ بينهُمُ --- لا جيلَ يُنكِرُ ما أبقى لهُ جيلُ 3
مِن التراث وقد أوصى بموعظةٍ --- حُسنى وفي الفكر تخييرٌ وتفضيلُ
ما ضرّ قوماً إذا أوتوا بنابغةٍ --- يحكي الصّحيحَ وما يحكيه معقولُ
لا يُخضِع العقلَ تجميدٌ وبرمجة --- فلْيُلزِمِ العقلَ تنويرٌ وتشغيلُ
ما قلت قولاً بذا لؤماً وسخرية --- حاشا فقلبي بحبّ الله مشغولُ
في العقل مُختبَرٌ أرقى عناصرِهِ --- نورٌ وحِلمٌ وتفكيرٌ وتحليلُ
من العواطف ما تُرجى شفاعتهُ --- لكنّ بعضَ هوى الوجدان معلولُ
لا يرتضي المرءُ دِين الآخـَرين ألا --- أنّ الخلاصَ لَمعروضٌ ومشمولُ
مَن شاء فليقتبلْ دين المسيح ومَن --- يرفضْ فأصعبُ ما في الحبّ تحويلُ
دِين المحبّة إعجازٌ لناكرها --- ولن أطيلَ فما تخفى التفاصيلُ
***
يا سارة القيس زيدي القلبَ تسلية --- في القلب زيتٌ وفي عينيكِ قنديلُ
هيَ البداية لا تقوى بخاتمةٍ --- مِن دون عينيكِ حيثُ الشِّعْرُ محمولُ
*******
ما ضرّ قوماً إذا أوتوا بنابغةٍ --- يحكي الصّحيحَ وما يحكيه معقولُ
لا يُخضِع العقلَ تجميدٌ وبرمجة --- فلْيُلزِمِ العقلَ تنويرٌ وتشغيلُ
ما قلت قولاً بذا لؤماً وسخرية --- حاشا فقلبي بحبّ الله مشغولُ
في العقل مُختبَرٌ أرقى عناصرِهِ --- نورٌ وحِلمٌ وتفكيرٌ وتحليلُ
من العواطف ما تُرجى شفاعتهُ --- لكنّ بعضَ هوى الوجدان معلولُ
لا يرتضي المرءُ دِين الآخـَرين ألا --- أنّ الخلاصَ لَمعروضٌ ومشمولُ
مَن شاء فليقتبلْ دين المسيح ومَن --- يرفضْ فأصعبُ ما في الحبّ تحويلُ
دِين المحبّة إعجازٌ لناكرها --- ولن أطيلَ فما تخفى التفاصيلُ
***
يا سارة القيس زيدي القلبَ تسلية --- في القلب زيتٌ وفي عينيكِ قنديلُ
هيَ البداية لا تقوى بخاتمةٍ --- مِن دون عينيكِ حيثُ الشِّعْرُ محمولُ
*******
¤ مهداة إلى أهالي ضحايا الرّدّة
1 سارة القيس: كنية زوجة الشاعر- صاحب المعارضة
2 معارضة لبيت الشاعر العبّاسي أبي الطّيّب المتنبّي القائل:
ما لي أكتّمُ حبّاً قد برى جسدي--- وتدّعي حُبّ سيف الدولة الأممُ
علماً أن بعض الأدباء يعدّون المتنبّي أشعر العرب ويُقال أنه ادّعى النبوّة
وبالمناسبة، لم أقرأ في شعره أيّ مديح لرسول الإسلام
3 معارضة لبيت المتنبّي القائل:
أمّا الأحبّة فالبيداء دونهُمُ --- فليتَ دونك بِيْداً دونها بيدُ
ما لي أكتّمُ حبّاً قد برى جسدي--- وتدّعي حُبّ سيف الدولة الأممُ
علماً أن بعض الأدباء يعدّون المتنبّي أشعر العرب ويُقال أنه ادّعى النبوّة
وبالمناسبة، لم أقرأ في شعره أيّ مديح لرسول الإسلام
3 معارضة لبيت المتنبّي القائل:
أمّا الأحبّة فالبيداء دونهُمُ --- فليتَ دونك بِيْداً دونها بيدُ
_______
No comments:
Post a Comment